روسيا والسعودية تبحثان عن نقاط تماس

بواسطة الويب السابع آخر تحديث نوفمبر 23, 2014

زيارة وزير خارجية المملكة العربية السعودية، سعود الفيصل إلى موسكو، أظهرت دينامية إيجابية في العلاقات الروسية – السعودية. ويرى الخبراء أن بعض التباينات في مواقف الطرفين لا تزال قائمة، غير أن موسكو والرياض تفضلان التشديد على المصالح المشتركة الموجودة في شتى المجالات فعلا ، لا على الاختلاف في وجهات النظر.

شاهد ايضا

مشروع الصرف الصحي الذكي لكشف الأوبئة قبل انتشارها

نوفمبر 12, 2014

الواتس اب مجاني لمدة محدودة

أكتوبر 17, 2013

المباحثات التي جرت في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر بين وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، ونظيره السعودي سعود الفيصل، اتصفت بطابع عملي ملموس تماما، وتطرقت بالدرجة الأولى، إلى المسألتين الأكثر أهمية بالنسبة للشرق الأوسط، أي تزايد قوة الإرهاب، والنزاع المتواصل في سورية. وبشأن المسألة الأولى أبدى الطرفان استعدادهما للتعاون الثنائي في هذا المجال. وأشار الوزير الروسي إلى اتفاق الجانبين على تشكيل مجموعة عمل ثنائية لمكافحة الإرهاب.

وجاء في بيان صحفي مشترك عن نتائج اللقاء أن “الوزيرين اتفقا، فيما يتعلق بالمسألة السورية، على أن “جنيف-1″ يجب أن يشكل الأساس لحل المشكلة السورية، على أن تؤخذ بعين الاعتبار المحافظة على وحدة أراضي سورية وسيادة الدولة السورية”.
وفي معرض الحديث عن السوق النفطية، أكد المشاركون في المباحثات أن تحديد الأسعار يجب أن يكون عبر السوق حصرا. وأوضح لافروف للصحافيين قائلا: “نحن وشركاؤنا السعوديون نعارض أن يتأثر السوق نتيجة أية مقاصد سياسية أو جيوسياسية”.

واتفق الوزيران، أيضا، على أن تستأنف عملها اللجنة المشتركة بين البلدين لشؤون التعاون التجاري- الاقتصادي والعلمي- التقني.
وعلى خلفية الركود المديد في العلاقات بين الطرفين مؤخرا، يمكن القول إن ما أسفرت عنه المباحثات ليس بالقليل، حتى اقتصر الكلام لغاية الآن على الخطط المستقبلية. وثمة أساس للافتراض بأن العلاقات بين البلدين أخذت تتعزز بالتدريج، بعد أن اعتراها الضعف منذ “الربيع العربي”، والنزاع في سورية خاصة.
في حديث لـ “روسيا ما وراء العناوين”، يرى هذا الرأي نائبُ رئيس رابطة الدبلوماسيين الروس، سفير روسيا السابق لدى العربية السعودية، أندريه باكلانوف، فيقول “إن سعود الفيصل بالذات، كان غير مرة، الشخصية التي تزور موسكو للارتقاء بعلاقاتنا إلى مستوى أرفع. وهو، على وجه الخصوص، الذي مهد في حينه لزيارة العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز آل سعود إلى موسكو، ولاجتماعه بفلاديمير بوتين عام 2003”.

رئيس “مركز الدراسات العربي الأوروبي” في باريس، صالح الطيار، يرى أن مما يساعد على تقارب البلدين، هو تطابق المواقف من الوضع في مصر، فتنحية محمد مرسي عن السلطة لقيت تفهما من قبل موسكو والرياض. وبعد أن كسب عبد الفتاح السياسي السباق الرئاسي، غدت مصر ساحة للتقارب بين روسيا والسعودية. وهذا ما يتجلى في تحركات ملموسة. ويمضي الطيار قائلا:” أود أن أعيد إلى الأذهان أن القاهرة منذ مدة غير بعيدة، وقعت مع موسكو عقدا لشراء أسلحة ومعدات عسكرية تقدر قيمتها ببضع مليارات الدولارات.

وفي هذا السياق، واستنادا إلى مصادر سعودية رفيعة، تشير وسائل الإعلام إلى أن الرياض سوف تمول هذه الصفقة. وهذا دليل على أن السعوديين والمصريين ينظرون إلى روسيا كشريك استراتيجي قادر على ضمان الأمن في منطقة الشرق الأوسط”.
واستنادا إلى التقارب مع روسيا، يحاول السعوديون تعديل ميزان القوى في المنطقة، الذي مال في الآونة الأخيرة لصالح واشنطن.
الدبلوماسي الروسي السابق فياتشيسلاف ماتوزوف، يؤيد وجهة النظر هذه، ويضيف أن “العربية السعودية تريد التخلص من القيود التي كبلهتا بها الولايات المتحدة الأمريكية. فواشنطن، تستخدم لتحقيق أهدافها عوامل مختلفة، منها حضورها العسكري في المنطقة، وإمكاناتها المالية، ووجود جزء كبير من احتياطات السعودية النقدية في المصارف الأمريكية. وفي المحصلة، أخذت واشنطن تمارس تأثيرا نشطا على سياسة الرياض الخارجية والداخلية. وهذا ما يرغم السعوديين على الرد بتعزيز علاقاتهم في اتجاهات أخرى”.