الويب السابع
الويب الاخباري Web News - مختص في جميع الأخبار العربية والعالمية وأخبار التقنية الحديثة وتكنولوجيا المعلومات

سيل الغاز الجنوبي يغير مجراه باتجاه تركيا

قررت روسيا قبيل نهاية عام 2014 إلغاء تنفيذ مشروع “السيل الجنوبي” لنقل الغاز إلى دول جنوب ووسط أوروبا في خطوة وصفت بالجريئة مستعيضة عنه بمشروع جديد لزيادة إمدادات الغاز إلى تركيا.

روسيا تستعيض عن السيل الجنوبي بسيل آخر يتجه إلى تركيا

قرار إلغاء “السيل الجنوبي” جاء خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا في بداية ديسمبر/كانون الأول الماضي، حينها أرجع بوتين هذا القرار إلى موقف الاتحاد الأوروبي “غير البناء” والظروف التي أحاطت بهذا المشروع، بعد أن رفضت بلغاريا منح الموافقة لمده عبر أراضيها، ومماطلة الاتحاد الأوروبي وفرض شروط تعجيزية، تم فهمها كضغوط سياسية للتأثير على الموقف الروسي فيما يتعلق بالأزمة شرق أوكرانيا.

في الوقت ذاته، أعلن بوتين حينها عن اتفاق لتوسيع حجم إمدادات الغاز الروسي إلى تركيا عن طريق زيادة ضخ الغاز عبر أنبوب “السيل الأزرق” من 16 إلى 19 مليار متر مكعب سنويا، وبناء أنبوب بطاقة المشروع الملغى نفسه يمر عبر قاع البحر الأسود إلى البر التركي، متجنبا المرور في أراضي دولة ثالثة، ليكون رديفا لخط أنابيب “السيل الأزرق” العامل منذ عام 2003، علما أن تركيا تحتل المرتبة الثانية بعد ألمانيا في حجم استيراد الغاز الطبيعي الروسي عبر الممر الغربي.

اأنابيب “السيل الأزرق” مصنوعة من الفولاذ المقاوم للتآكل والصدأ

وفعلا في وقت لاحق من نفس الشهر (ديسمبر) وقعت “غازبروم” مذكرة تفاهم مع شركة “بوتاش” التركية لمد خط أنابيب عبر قاع البحر الأسود لنقل الغاز من روسيا إلى تركيا، يتوقع تسميته “السيل التركي” وتقدر استطاعته بنحو 63 مليار متر مكعب سنويا، منها نحو 14 مليار متر مكعب سنويا للاستهلاك التركي، في حين سيتم توريد الكميات الفائضة (نحو 50 مليار متر مكعب سنويا) إلى أوروبا عبر خط بري يمتد عبر الأراضي التركية حتى الحدود اليونانية.

إمدادات الغاز الروسي إلى تركيا حاليا تتم عبر خطين أحدهما تقليدي “خط البلقان” يمر عبر أراضي أوكرانيا ومولدوفا ورومانيا وبلغاريا، أما الأخر فهو خط أنابيب “السيل الأزرق” أو ما يعرف بـ “بلو ستريم” المخصص لتوريد الغاز الطبيعي الروسي مباشرة إلى تركيا عبر قاع البحر الأسود، متجنبا المرور في أراضي دولة ثالثة.

أثناء إنشاء “السيل الأزرق” تم للمرة الأولى في روسيا مد أنابيب نقل الغاز عبر أنفاق خاصة عبر الجبال

ويعد ” السيل الأزرق” من الخطوط الفريدة من نوعها في العالم بطول 1213 كيلو مترا، ينطلق من روسيا مارا عبر 60 كيلو مترا من التضاريس البرية، ويقطع منطقة جبلية عبر نفق تم حفره خصيصا لهذه الغاية بطول 3.26 كيلو متر، لينحدر نحو قاع البحر الأسود إلى أعماق تصل إلى 2150 مترا، في محيط مائي مشبع بكبريتيد الهيدروجين، لذلك تم استخدام أنابيب من الفولاذ المقاوم للصدأ مطلية بطبقة مقاومة للتآكل من البوليمر من الداخل والخارج.

السيل الأزرق يمر عبر نفق بطول 3260 يقطع منطقة جبلية على سواحل البحر الأسود في روسيا

الشريك الأساسي لشركة “غازبروم” في مشروع “السيل الأزرق” كانت شركة “إيني” الإيطالية التي تملك الخبرة بالإضافة إلى أكبر أسطول بحري في العالم مخصص لمد أنابيب نقل النفط والغاز عبر قاع البحار.

منصة “سايبم 7000” البحرية المخصصة لمد أنابيب نقل الغاز عبر أعماق البحار

انطلاق “السيل الأزرق” نظريا كان حين وقعت “غازبروم” في 15 ديسمبر/كانون الأول عام 1997 عقدا تجاريا مع شركة الغاز التركية “بوتاش” لتوريد 365 مليار متر مكعب من الغاز إلى تركيا في غضون 25 عاما، اتفق على توريدها عبر خط بحري مباشر من روسيا إلى تركيا.

الشريك الرئيسي لشركة “غازبروم” في مشروع “بلو ستريم” هو شركة “ايني” الإيطالية

في فبراير/شباط 1999، وقعت “غازبروم” و”إيني” الإيطالية مذكرة تفاهم للمشاركة في بناء مشروع “السيل الأزرق” أو “بلو ستريم”.

وبدأ العمل في بناء الجزء البحري من “بلو ستريم” بطول 396 كم في سبتمبر/أيلول عام 2001 وتم إتمامه بشكل كامل في مايو/أيار 2002.

وفي 30 ديسمبر/كانون الأول بدأ ضخ الغاز عبر “السيل الأزرق” بشكل تجريبي وفي فبراير/شباط عام 2003 بدأت إمدادات الغاز الروسي التجارية إلى تركيا بشكل رسمي عبر هذا المشروع العملاق.

استطاعة الخط تبلغ 16 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، وبلغ إجمالي إمدادات الغاز عبر هذا الخط من فبراير/شباط عام 2003 إلى 11 مارس/آذار عام 2014 نحو 100 مليار متر مكعب من الغاز.

اقرأ ايضاً

التعليقات مغلقة.